فتوى العلماء في التحذير عن منهج حسان حسين التكفيري

بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى العلماء في التحذير عن منهج حسان حسين التكفيري

بعث بعض الطلاب الصوماليين في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سؤالا حول منهج حسان حسين العقدي إلى علماء الصومال، وفيما يلي نص السؤال:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالها من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالي قد قيض لهذا الدين في كل زمان عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وأمر بالرجوع إليهم في أمور الدين حيث قال سبحانه (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، فهم مصابيح الدجى وأئمة الهدى، إليهم يفزع بعد الله في أوقات الفتن، واشتباه الحق بالباطل، ونحن طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية  نكن محبة لا توصف واحتراماً تقتضيه الديانة لعلمائنا الأفذاذ في الصومال الذين أحيا الله بهم منهج السلف بعد موات، وهدى بسببهم جموعاً لا تعد ولا تحصى، ونسأل الله أن يجزيهم عنا وعن المسلمين في الصومال خير ما جزى عالماً عن أمته وداعياً عن قومه وأهله آمين.

علمائنا الأفاضل لا يخفى عليكم ما يبثه حسان حسين في محاضراته ودروسه من الحط على العلماء وطلبة العلم الذين شهد لهم أهل الصومال بالخير إلى أن بلغ به الأمر أن جهر بتكفيرهم بعد تفسيقهم وتعييرهم ولمزهم بأنهم علماء سوء أو أحبار سوء، وقال في بعض أشرطته: (جماعة  الاعتصام عندي طائفة كافرة مرتدة، تعامل معاملة المرتدين) يعني جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة التي ينتظم فيها أكثر العلماء السلفيين في الصومال، ودعا في شريط آخر له إلى محاربتها في الحل والحرم.

وزعم في بعض أشرطته أنه يجوز قتل  العالم إذا لم ينقطع فساده إلا بقتله، ويكون قاتله مجاهداً والمقتول شهيداً.

وكفّر من أقام في المناطق التي تسيطر عليها –حسب وصفه- الأنظمة المرتدة مثل: مناطق نفوذ الشيخ شريف –رئيس الحكومة الانتقالية-، وإدارتي بونتلاند وصومالاند، والصومال الغربي، ولم يفرق في ذلك بين عالم وعامي سواء اعتقد معتقد الأنظمة التي كفرها أو لم يعتقدها حسب قوله[1].

فما هو منهج هذا الرجل؟ وما هو الموقف الشرعي منه، وما حكم الاستماع إلى أشرطته ودروسه؟

نص الفتوى:

         بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد ؛

فقد كان العلماء يتابعون ما يصدر من المذكور من مسائل وفتاوى شاذة وأقوال منكرة ، من ذلك :

1- تكفيره لعموم قبائل صومالية يذكرها بأسمائها في أشرطته .

2- تكفيره لعامة المسلمين في المناطق التي تحكمها الحكومات التي وصفها بالمرتدة .

3- استباحته لدماء العلماء المخالفين لرأيه في التكفير ومفهوم الجهاد، بحجة منع فسادهم .

4- تكفيره للعلماء والدعاة وبعض الجماعات الإسلامية بأمور متوهمة وظنون واهية.

5- التحريض على التكفير وتسهيل أمره وفتح بابه لعموم الطلبة وأشباه العوام ، الأمر الذي ينتج عنه تلاعب بالحق وجرأة على الخلق.

6- التحريض على قتل العلماء والدعاة المخالفين له أينما وجدوا في الحل والحرم .

7- سب العلماء والدعاة وشتمهم والافتراء عليهم ووصفهم بالعملاء والجواسيس .

8- التلاعب بأقوال العلماء بالحذف والزيادة والتقديم والتأخير وتقويلهم ما لم يقولوا.

وقد تبين للعلماء من خلال التتبع والاستقراء أن منهج المذكور  في باب الأسماء والأحكام هو منهج الغلاة والخوارج؛ من التكفير بما ليس بمكفر ، وعدم مراعاة ضوابط التكفير في المكفرات، والاستهانة بالدماء وسائر الحرمات لعموم المسلمين وعلمائهم ، فهو من الخارجين على السنة بمخالفتها والمروق منها ، ومن الخارجين على الأمة بتكفيرها واستباحة حرماتها ، كما في حديث مسلم : (.. ومن خرج على أمتي يقتل برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه.) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : والخوارج هم أول من كفّر المسلمين،يكفرون بالذنوب ،ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله"(مجموع الفتاوى3/279) وقال ايضا : " وهم أول من كفّر أهل القبلة بالذنوب ، بل بما يرونه من الذنوب، واستحلوا دماء اهل القبلة بذلك "(مجموع الفتاوى7/481) وقال أيضا :  ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم :

   أحدهما : خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا الذي أظهروه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له ذو الخويصرة التميمي : اعدل فإنك لم تعدل .. .

   الثاني : أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم ، و أن دار الإسلام دار حرب ، و دارهم دار إيمان " ( مجموع الفتاوى19/72). وقال عنهم أيضا :" .. فإنهم يعتقدون رأيا هو خطأ وبدعة ويقاتلون الناس عليه، بل يكفرون من خالفهم ، فيصيرون مخطئين في رأيهم ،وفي قتال من خالفهم أو تكفيرهم ولعنهم ، وهذه حال عامة أهل الأهواء كالجهمية ... إلى قوله : والخوارج المارقون أئمة هؤلاء في تكفير أهل السنة والجماعة وفي قتالهم "(منهاج السنة 4/536) .

وقد ذكر شيخ الإسلام أيضا أن تسليط العوام – كما يصنع المذكور– على تكفير العلماء من أصول الخوارج فقال بعد كلام (الفتاوى الكبرى (3/475):"... ثم هو مع هذا بين أن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير أحدهم بمجرد خطأ أخطأه في كلامه، وهذا كلام حسن تجب موافقته عليه؛ فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات؛ وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين؛ لما يعتقدون أنهم أخطئوا فيه من الدين، وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن علماء المسلمين؛ لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض ... اهـ.

   وعلى هذا، فإن العلماء المذكورة أسماؤهم أدناه - نصيحة للأمة وحفاظا على الملة- يبينون بما يلي :

1-    أن منهج المذكور هو منهج الخوارج، الذي يجمع بين فساد الدين وخراب الدنيا ، وأنه يجب التحذير منه .

2-    لا يجوز الاعتماد على ما يتقله عن أهل العلم ويعزوه إلى كتبهم إلا بعد التثبت من مصادرها الأصلية؛ لأنه ليس أمينا ولا محلا للثقة.

3-    أنه يمنع بيع أشرطته وكتبه التي تحتوي على المسائل والأقوال المنكرة التي سبق ذكرها .

4-    لا يجوز شرعا، ولا سيما للمبتدئين والعوام، الاستماع إلى دروسه وأشرطته ومطالعة كتبه . كما لا يجوز تمكينه من مساجد المسلمين حتى لا يفسد عقيدة المسلمين.

5-    يحمل العلماء المذكور مسؤولية كثير مما يحدث في الصومال من قتل العلماء والأبرياء بسبب فتاويه الغالية الشاذة.

6-    ينصح العلماء المذكور أن يتوب إلى الله، ويكف عن تكفير المسلمين واستباحة حرماتهم، كما ينصحون قرابة هذا الرجل وذويه بأن يأخذوا على يديه ويكفوا أذيته عن المسلمين .

وهذا كله من باب قوله تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وقوله، صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، قالوا : هذا المظلوم ، فما بال الظالم ؟ قال : تحجزه عن الظلم . وقوله، صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة . قلنا لمن ؟ قل : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

العلماء الموقعون:

1-    الشيخ محمد عبد أمل

2-    الشيخ عبد الرحمن محمد قيليي

3-    الشيخ علي ورسمي حسن

4-    الشيخ محمود عيسى محمود

5-    الشيخ عبد القادر نور فارح

6-    الشيخ يوسف آدم محمد

7-    الشيخ طاهر أو عبد يوسف

8-    الشيخ أحمد طاهر حسن حسين

9-    الشيخ عبد الرحمن شيخ عمر

10-الشيخ عبد الناصر حاج أحمد

11-الشيخ محمود شيح محمد شبلي

12-الشيخ محمد إدريس أجمد

13-الشيخ عبد الله شيخ نور

14-الشيخ محمود حاج يوسف

15-الشيخ أحمد محمد سليمان

16-الشيخ عبد الله طاهر جامع – باشا-

17-الشيخ محمود شيخ أحمد حسن – أبو شيبة-

18-الشيخ عبد الرحمن محمد علمي –أبيض-

19-د. عبد الرزاق محمود تكر

20-د. محمود عبد الرحمن محمد – هوري-

21-د. عبد الرحمن شيخ عبد الله عمر

22-د. عبد الله حسن إبراهيم

23-د. هارون شيخ حسين

24-د. آدم شيخ علي صالح

---

[1] انظر: [تأييد ومناصرة للبيان الختامي لعلماء الولايات الإسلامية في الصومال صـ43] له.