محجبة أنا بحمد الله من الصف الأول يوم كنت ألبس الحجاب يوما و أخلعه اليوم الثاني و على فساتين بأكمام قصيرة و بشعري ظاهر من الأمام و الخلف و قد أنساه مرات كثيرة الا أن الحجاب كان في حياتي قبل الوعي في شخص أمي و كل من حولي فوقعت في حبه من أول مرة ارتديته حتى غدا جزءا من كينونتي و شخصيتي ارتديه طاعة و قناعة و فخرا كأن الدنيا بكرامتها و جمالها حيزت لي به
الا انني برغم ٣٢ سنة من الحجاب بالكاد نجحت في امتحان بالصور تحت عنوان: هل تستطيع أن تميز دينها من حجابها؟ و رابطهhttp://www.judaism-islam.com/quiz-can-you-tell-her-religion-from-her-head-covering/
و الهدف منه بيان أن الحجاب او غطاء الرأس للنساء موجود في كل الأديان السماوية و المذاهب الاخرى و أنه ليس رمزا للقمع او قيدا!
فإذا كان الحجاب و الحشمة موجودان في كل الاديان و مناسبان للفطرة و بالمقابل التكشف مستنكر و خطيئة فأين إضافة الاسلام لهذا الرمز بل هذه الفريضة و هو دين جاء ليتمم مكارم الأخلاق و يرتقي بما سبق من الفضائل؟! اذن فلا بد أن معنى الحجاب و وظيفته مختلفة و تنطق بذلك الاية الكريمة "أن يُعرفن" فالله سبحانه و تعالى أراد للنساء أن يصبحن معرفة و أعلاما و رايات بهذا الحجاب بعد أن عشن في جاهلية الظلم و الاستنقاص من بشريتهن و حقوقهن و دورهن، ظهر هذا الانقلاب في المفاهيم ملازما لنزول اية الحجاب فخرجت النساء الى المسجد في صلاة الفجر بكل حرية و أمان الى مركز الدولة للفعالية و التلقي و العطاء، اكتست المدينة بالحجاب و صارت المرأة المسلمة معروفة و معرفة و بدأت عهود من العمل و البناء كانت النساء فيها في قلب الحدث حتى عندما كان مجرد حلم و بشرى و رؤيا فها هي ام حرام بنت ملحان تسمع عن إخبار الرسول صل الله عليه و سلم عن القوم الذين يركبون البحر (اول غزوات البحر) فتسارع بالطلب ان تكون منهم، لا تمنعها انوثتها و لا ضعف المرأة و لا كل ما نعرفه من مثبطات، و يقرها الرسول على طلبها بل و يزيد أنها من الأوائل
هذا هو دور الحجاب في الاسلام الحفاظ على الخاص ليتألق في الدوائر الخاصة و اطلاق القدرات البشرية، دون الالتفات الى جنسها، لتتألق في الميدان العام للمنفعة العامة دون ملهيات و لا معطلات و لا محددات
الحجاب أراد لك أيتها المحجبة أن تكوني معرفة في كل شيء، على مستوى الاخلاق و الإيمان أولا فتكوني مصحفا يمشي على الأرض و دعوة تمشي على قدمين بل وجه الاسلام الظاهر للعيان، أولا ترين أن العامة يظنونك شيخة الاسلام و مفتية الديار احيانا فيسارعون الى سؤالك عن أمور تخص الدين؟! معرفة في طريقة حجابك و الستر و الجلال الذي يميزه عن غيره من الملابس بصفاته و خصائصه التي نزل و شُرع من اجلها، معرفة بين أهلك و معارفك بصلة الرحم و خفض الجناح و الخدمة، معرفة في علمك فتكونين الأميز في دراستك و في قسمك و بين أبناء جامعتك فلو نسوا اسمك مع الأيام فلن ينسوا مثلا أن الأولى على القسم كانت محجبة! اليس هذا ما نسمعه من الناس في حديثهم المتداول؟! معرفة في عملك بتميز الأداء و الأمانة و الحرص على الوطن، بالحجاب يجب ان تكوني الطبيبة الأكثر تميزا، المهندسة الاكثر تفوقا، المعلمة الاكثر انتاجا، الأم الأنجح تربية، و الجارة الأكرم خلقا و أكثر تواصلا لتؤدي رسالة الحجاب
هذا هو الحجاب الاسلامي و هذا هو دوره و القيام بحقه و الا فكثير من النساء في كثير من الاديان يلبسن غطاء و خرقة على الرأس، بل ان حجاب اليهوديات المتدينات غدا استر من حجاب بعض بنات المسلمين التي تظن أنها ان اخفت شعرها فقد أدت ما عليها من فريضة و قامت بحق الحجاب!!!
يوم ساوانا الله بالامر مع نساء الرسول كان درسا منه سبحانه ان نلتفت الى سيرة و مسيرة الحجاب في حياتهن أولا و الى النقلة التي يجب ان يحدثها الحجاب في حياتنا و سلوكنا لنستحق درجتهن و الاجتماع بهن لنحظى بدرجة أخرى و تكريم آخر اذا قمنا بمتطلبات الحجاب و هي "لستن كأحد من النساء" هذا التميز و هذه الرفعة الدنيوية و الاخروية هو ما يفعله الحجاب لمن ترتديه روحا و قلبا و قالبا و جسدا و سلوكا و علما و عملا و بغير ذلك فأنت تنتقصين من الحجاب و صورته و أجره و دوره في المجتمع!
راية في رأسكِ نور تهدي الحيارى و تدلين على الخير و تنفعين الناس هذا ما أراده الله لك بالحجاب
اذا لم تمش ِو أنت رضية النفس مطمئنة الجوارح مرفوعة الرأس مرفوعة الجناب قوية الجنان قوية الارادة و اليد ثابتة الخطى واضحة الهدف فأنت لم تتحجبي بعد، هذه كلها و هذا هو الحجاب
كل النساء قد يخترن أن يتغطين من رأسهن الى أخمص قدميهن فما ميزة لباس التقوى اذن اذا لم يكن له دور أعظم من كونه قطعة قماش؟!
Comments
Post a Comment